تفاقم تراجع سوق العملات الرقمية إلى تصحيح أعمق. بالأمس، انخفضت عملة البيتكوين (BTC) بنسبة 6% أخرى في أدنى نقطة لها، بينما تراجعت عملة الإيثريوم (ETH) بأكثر من 7%. وكالعادة، تعافت الأسعار جزئيًا، لكن الذعر المتزايد لا يزال قائمًا. في هذه المرحلة، لا أحد في مأمن من تصحيح إضافي.

علامات تراكم مؤسسي

من ناحية إيجابية، تُبلغ بورصات العملات الرقمية عن تدفقات كبيرة من البيتكوين. وفقًا لـ Glassnode، يشير هذا الاتجاه إلى أن اللاعبين المؤسسيين يشترون البيتكوين، مستفيدين من استسلام المستثمرين الأفراد. إعادة توزيع الأصول من المضاربين على المدى القصير إلى الحائزين على المدى الطويل ليست جديدة.

عادةً ما يكون لدى المستثمرين المؤسسيين آفاق استثمارية أطول وأقل عرضة للذعر خلال تقلبات الأسعار على المدى القصير. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن بيانات Glassnode هي مجرد مؤشر واحد. لذلك، سيكون من السابق لأوانه الاعتماد عليها وحدها للتنبؤ بحركات السوق.

في الواقع، إذا استمرت تدفقات البيتكوين من البورصات، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في العرض، مما قد يدعم انتعاش الأسعار.

توسع السيولة M2: إشارة صعودية؟

في الوقت نفسه، لا يزال نمو السيولة العالمية M2 يتسارع، مما يخدم تاريخيًا كإشارة صعودية للأصول الخطرة، بما في ذلك العملات الرقمية. في الوقت نفسه، تهز الظروف السوقية الحالية المضاربين والمتداولين بالرافعة المالية، مما قد يزيد من احتمالية تعافي سوق العملات الرقمية في المستقبل القريب.

ومع ذلك، لا تظهر آثار نمو M2 على الفور. عادةً ما يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تتفاعل الأسواق بالكامل مع التغيرات في عرض النقود، حيث تتحرك السيولة عبر مراحل مختلفة - من البنوك إلى المستهلكين النهائيين والمستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لعوامل أخرى أن تعوض تأثير توسع M2، بما في ذلك:

• أسعار الفائدة؛
• التضخم؛
• المخاطر الجيوسياسية

إذا مارست هذه العوامل ضغطًا هبوطيًا على السوق، فقد لا يؤدي حتى زيادة السيولة إلى ارتفاع كبير في الأصول الخطرة. ومع ذلك، يظل الاتجاه الحالي لـ M2 مؤشرًا إيجابيًا لسوق العملات الرقمية. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد نشهد مزيدًا من النمو في الأسعار في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر وأخذ جميع عوامل المخاطرة في الاعتبار قبل اتخاذ قرارات الاستثمار.

تاريخيًا، يتبع البيتكوين اتجاهات السيولة العالمية M2 بفارق زمني يتراوح بين 1-3 أشهر. إذا استمرت هذه العلاقة، فقد يتشكل القاع المحلي للبيتكوين في نطاق 75,000 إلى 80,000 دولار.

التوقعات الفنية للبيتكوين

الأهداف الصعودية:

$86,600 – مستوى التعافي الرئيسي، يفتح الطريق إلى $87,900

$89,200 – مستوى المقاومة التالي

$90,700 – الهدف الصعودي النهائي، يشير إلى عودة الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط

السيناريو الهبوطي:

$85,200 – أول مستوى دعم رئيسي

$83,800 – هدف هبوطي محتمل إذا انخفض البيتكوين تحت $85,200

$82,500 – الهدف الهبوطي النهائي

التوقعات الفنية لإيثريوم

الأهداف الصعودية:

2,387 دولار – مستوى الاختراق الرئيسي، يفتح الطريق إلى 2,439 دولار

2,490 دولار – أعلى مستوى خلال عام، كسر هذا المستوى يؤكد العودة إلى الاتجاه الصعودي المتوسط الأجل

السيناريو الهبوطي:

2,330 دولار – أول مستوى دعم رئيسي

2,275 دولار – هدف هبوطي محتمل إذا انخفض ETH دون 2,330 دولار

2,217 دولار – الهدف الهبوطي النهائي

الخلاصة

لا يزال سوق العملات الرقمية تحت ضغط كبير، حيث يؤدي البيع الذعري إلى خفض الأسعار. ومع ذلك، فإن التراكم المؤسسي وزيادة السيولة العالمية (M2) يوفران دعماً محتملاً لانتعاش مستقبلي. لا يزال كل من بيتكوين وإيثريوم فوق مستويات الدعم الرئيسية، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يحدث انتعاش في السوق في الأشهر القادمة. لذلك، يجب على المستثمرين البقاء حذرين، حيث تظل المخاطر الكلية وتقلبات السوق مرتفعة.